gaza history


مدينة غزة، التي تقع في
الجزء الجنوبي من فلسطين، تعد واحدة من أقدم المدن في العالم، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام شهدت المدينة العديد من الحضارات والغزوات، وكانت مركزًا تجاريًا وحضاريًا هامًا على مر العصور.

العصور القديمة

تأسست غزة كمدينة كنعانية في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكانت مركزًا تجاريًا رئيسيًا بفضل موقعها الاستراتيجي بين آسيا وإفريقيا. في العصر الفرعوني، خضعت لحكم المصريين، ثم أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الآشورية والفارسية لاحقًا.

الفترة الهلنستية والرومانية

بعد غزو الإسكندر الأكبر لفلسطين عام 332 ق.م، أصبحت غزة تحت الحكم الهلنستي، ثم الروماني لاحقًا. خلال هذه الفترة، ازدهرت غزة كمركز تجاري وثقافي هام، لكن الرومان دمروها عام 66 م بسبب الثورات اليهودية.

الفتح الإسلامي

في عام 637 م، دخل المسلمون بقيادة عمرو بن العاص غزة، مما جعلها جزءًا من الدولة الإسلامية. خلال العهد الأموي والعباسي، كانت المدينة محطة تجارية مزدهرة. شهدت المدينة هجمات متكررة من الصليبيين الذين احتلوها لفترة قصيرة، لكنها استعادت مكانتها بعد تحريرها على يد صلاح الدين الأيوبي في 1187 م.

الحكم العثماني

في القرن السادس عشر، أصبحت غزة جزءًا من الدولة العثمانية واستمرت تحت حكمها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. خلال هذه الفترة، نمت المدينة اقتصاديًا وثقافيًا، وأصبحت مركزًا إقليميًا مهمًا.

الاحتلال البريطاني والنكبة

بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت غزة تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948. بعد إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي، نزح آلاف الفلسطينيين إلى غزة بسبب المجازر والاحتلال، وأصبحت المدينة جزءًا من قطاع غزة الذي حكمته مصر حتى عام 1967.

الاحتلال الإسرائيلي والحروب

في عام 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة خلال حرب الأيام الستة، وظل تحت الاحتلال حتى توقيع اتفاقية أوسلو عام 1994، حيث تولت السلطة الفلسطينية إدارة المدينة. لكن الاحتلال استمر بشكل غير مباشر من خلال الحصار والهجمات العسكرية المتكررة.

الحروب الإسرائيلية على غزة

  1. حرب 2008-2009: شنت إسرائيل هجومًا على غزة استمر 22 يومًا، وأسفر عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني.

  2. حرب 2012: استمرت لثمانية أيام وأسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.

  3. حرب 2014: استمرت 51 يومًا وكانت الأكثر دموية، حيث استشهد أكثر من 2200 فلسطيني.

  4. حروب 2021 و2022: شهدت غزة عدة تصعيدات عسكرية متكررة، مع استمرار الغارات والحصار الإسرائيلي.

  5. حرب 2023: شهد عام 2023 تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق على قطاع غزة، حيث شنت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة أدت إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين، وتدمير واسع للبنية التحتية. استمرت الغارات لأشهر، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية. تعرضت أحياء كاملة للقصف، مما زاد من معاناة السكان وأدى إلى نزوح مئات الآلاف.

الحصار والوضع الحالي

منذ عام 2007، تعاني غزة من حصار إسرائيلي خانق، مما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي. رغم ذلك، لا تزال المدينة صامدة بأهلها، الذين يسعون للحياة رغم كل التحديات.

تبقى غزة رمزًا للصمود الفلسطيني، وشاهدًا على تاريخ حافل بالمعاناة والنضال.

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne