حرب غزة 2012

 

في نوفمبر 2012، شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا جديدًا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، عُرف باسم "حرب غزة 2012" أو "عامود السحاب" من الجانب الإسرائيلي و"حجارة السجيل" من جانب المقاومة الفلسطينية. استمرت هذه الحرب ثمانية أيام، من 14 نوفمبر إلى 21 نوفمبر 2012، وأسفرت عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية للقطاع.

الخلفية والتصعيد: قبل اندلاع الحرب، كانت المنطقة تشهد توترات متزايدة، حيث استهدفت إسرائيل في عمليات اغتيال سابقة قادة في المقاومة الفلسطينية، مما أدى إلى ردود فعل متتالية. في 14 نوفمبر 2012، قامت إسرائيل باغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مما أدى إلى ردود فعل واسعة من قبل الفصائل الفلسطينية.

تفاصيل الحرب: بدأت إسرائيل عملية "عامود السحاب" بهجمات جوية استهدفت مواقع مختلفة في غزة، بما في ذلك منازل قيادات المقاومة ومواقع إطلاق الصواريخ. ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق أكثر من 1,500 صاروخ وقذيفة هاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مستهدفة المدن والبلدات المحاذية للقطاع، بما في ذلك تل أبيب والقدس. citeturn0search7

الخسائر والآثار: أسفرت الحرب عن مقتل 177 فلسطينيًا، بينهم 91 مقاتلًا و71 مدنيًا، من بينهم 26 طفلًا، وإصابة أكثر من 1,200 شخص. في الجانب الإسرائيلي، قُتل ستة أشخاص، بينهم أربعة مدنيين وجنديان، وأصيب العشرات. كما تعرضت البنية التحتية في غزة لدمار كبير، حيث دُمرت مئات المنازل والمرافق العامة. citeturn0search11

الاستجابة الدولية: لاقى العدوان الإسرائيلي إدانات واسعة من قبل الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى دول أخرى حول العالم. مصر، التي كانت تمر بمرحلة انتقالية بعد الثورة، لعبت دورًا مهمًا في الوساطة لوقف إطلاق النار، حيث استضافت مفاوضات بين الجانبين. في 21 نوفمبر 2012، تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصرية وأممية.

النتائج والتداعيات: لم تُحقق الحرب أهدافها الإسرائيلية بالكامل، حيث استمرت قدرات المقاومة الفلسطينية على إطلاق الصواريخ. كما أظهرت الحرب هشاشة الأمن الإسرائيلي في مواجهة صواريخ المقاومة. من جانبها، اعتبرت الفصائل الفلسطينية الحرب انتصارًا، حيث تمكنت من الصمود في وجه العدوان وإطلاق صواريخها على العمق الإسرائيلي.

بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الأوضاع في غزة بقيت متوترة، واستمرت التحديات الإنسانية والاقتصادية نتيجة الحصار المستمر والدمار الناتج عن الحرب. كما أن الحرب أثرت على العلاقات الإقليمية والدولية، حيث أعادت تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وأدت إلى تحركات دبلوماسية واسعة.

الخاتمة: حرب غزة 2012 كانت فصلًا جديدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أظهرت خلالها غزة صمودًا استثنائيًا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. ومع ذلك، لم تُسهم الحرب في تحقيق سلام دائم أو حل جذري للقضية الفلسطينية، بل زادت من تعقيدات الصراع وأكدت على ضرورة البحث عن حلول سياسية شاملة.

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne